الدكتور مسجد جامعي: «أتمنى أن تكون هذه المراسم تمهيدا لأعمال و إنجازات أكبر و أفضل حول عصمة و طهارة أهل البيت.»
في مراسم إزاحة الستار عن الإعلان الجائزة للجائزة الدولية لكتابة الخط ياس ياسين قال عضو جمعية مدينة طهران السيد مسجد جامعي إستطرد قائلا: «هذه المحاولات و المساعي المشتركة بإمكانها أن تكون مصدر إلهام لتشكيل حركة حديثة في مجال الفن و كتابة الخط ببركة إسم السيدة فاطمة الزهراء(علیهاالسلام) المقدس و المبارك.»
الحث على إبقاء الرسالة العالمية و الشمولية للسيدة الزهراء(علیهاالسلام)
أسترسل السيد مسجد جامعي قائلا بأن السيدة الزهراء تحمل رسالة عالمية و لجميع شعوب العالم و يعتقد بأن الإهتمام و التكريم و إستمرار هذه الرسالة لجعلها شمولية و في متناول يد الجميع و أشار إلى خطبة الفدك قائلا: «خطبة فدك الشهيرة عامة و شمولية.»
وصف شأن و منزلة السيدة الزهراء(علیهاالسلام)
ثم أسترسل في وصف شأن و منزلة السيدة الزهراء الرفيعة عند الصلوات على أبيها و بعلها و بنيها بمعنى إنها توجد رسالة خفية في هذه الصلوات و التي تجعل السيدة فاطمة الزهراء المحور الرئيسي لهذه العلاقات و هي حلقة الوصل بين النبوة و الإمامة .
كما أسهب في وصف شأنها الجليل و العظيم و قال من دون شك إن مقام و منزلة النبي الأكرم أعلى شأنا من الجميع و يأتي مقام و منزلة الإمام علي(علیهالسلام) بعد النبي مباشرة و لكن عند تعريف الصديقة الطاهرة أذعن عن مقامها الرفيع و يقول بأن النبوة و الإمامة تدوران حول محورها و هي التي تربط بين الساحتين القدسيتين .
أشار عضو اللجنة الثقافية لجمعية مدينة طهران بأن هذا الموضوع أخذ حيزا كبيرا في الحوار و النقاش بحيث عندما نذكر الفاطمة المرضية في التواشيح و الأناشيد نسميها بلقب أبا محمد أو نخاطبها بأم الحسنين و هذا بسبب إنها المحور الرئيسي التي تجمع بين النبوة و الإمامة.
سبب إختيار خراسان لإقامة هذه المراسم
يعتقد السيد مسجد جامعي بأن محافظة خراسان و مدينة مشهد أفضل مدينة لإقامة هذه المراسم لأن خراسان تتميز بمكانة رفيعة بودها و محبتها لأهل البيت بحيث نرى في الأحاديث و الروايات بأن فلذتا كبد الرسول هما السيدة الزهراء(علیهاالسلام) و الإمام الرضا(علیهالسلام).
في هذا الإطار صرح السيد مسجد جامعي قائلا: «عند إقامة مثل هذه المراسم في مكان منسوب إلى الإمام الرؤوف فهذا له مغزى كبير و يدل على الكثير من الأمور و إذا إعتبرنا الشعر و الفن لغة الناس التي تنبعث من القلب و الباطن فإن الفنان يروي لنا العالم الوجودي في هذا السياق بالإضافة إلى ميوله و رغباته الشخصية و لهذه الأسباب تمتاز مدينة خراسان لمكانة خاصة و عظيمة في هذا المجال.»
مكانة السيدة الزهراء عند الاشعار لشعراء خراسان
و أضاف السيد مسجد جامعي بأننا نرى و نلمس مكانة السيدة الزهراء المميزة عند الكثير من شعراء خراسان و في هذا السياق قال بأن أقدم شعر و مدح بحق السيدة الزهراء في متناول يدنا هو من أدم عبدالله رودكي السمرقندي و الملقب بأبو الشعراء و هو يعتبر أب الشعر الفارسي و بقي من أشعار و أثار رودكي حوالي ١٢٠٠ بيت شعر من أجمل و أرقى أنواع الشعر في المدح والثناء للسيدة فاطمة الزهراء و بعلها الإمام علي و نستذكر بيت شهير و يقول فيه (لا تلتمس و تلجأ لأحد في الدنيا غير فاطمة) (الذي يحمل في طيات قلبه حب علي يكون مضيء الوجه مستبشرا في العالمين) و صرح السيد مسجد جامعي بأن أب الشعر الفارسي و أدم الشعراء هو الذي قام بترجمة كتاب كليلة و الدمنة من اللغة العربية الي الفارسية و هو أيضا يعتبر صاحب اللواء في مدح و ثناء الفاطمة المرضية و بعلها و هذه الأمور تدل بأنهم كانوا يحملون مودة خاصة إلى نسب هذه العائلة الشريفة في خراسان و كذلك يشير إلى منزلة أهل البيت الرفيعة و محبة أهل البيت بشغف في خراسان و كذلك أسهب قائلا ألا تعتبر خراسان مركز العتبة الرضوية المقدسة؟ و على هذا الأساس من الطبيعي إننا قمنا بإختيار مدينة مشهد لتقديم الجائزة و نساهم في محاولة جادة لخلود هذه المنارة الشامخة و المضيئة.
أشعار رودكي في مدح أهل البيت(عليهمالسلام)
قال عضو اللجنة الثقافية لجمعية مدينة طهران بأن علينا أن نستذكر أحد الشعراء الرائعين يدعى كسايي مروزي و هو أبوالحسن علي بن محمد الشهير ب كسايي و كان شاعرا يعيش في مدينة مرو من محافظة خراسان إكتسب كسايي لقبه من حديث الكساء الشهير و الذي يتحدث حول أل الكساء و نزعم هذا الإدعاء لإننا لا نجد في الكتب التاريخية أي علاقة له أو لعائلته بمهنة الملابس و الكسوة و أضاف قائلا: «كسايي إختار لنفسه هذا اللقب تيمنا بأل الكساء و كما نلاحظ في الأداب و النصوص نقول خمسة أل العباء و في اللغة الفارسية أسلوب و طريقة عد الأشخاص تختلف تماما و كليا و يدل بأن الإشارة لخمسة أل العباء عبارة عن الإحترام و الإجلال و هذا الشاعر الكبير إختار هذا اللقب لنفسه للحب و المودة الذي يحمله تجاه الفاطمة المرضية(علیهاالسلام) و له أبيات شعر في مدح الإمام علي(علیهالسلام) و الذي يقول فيه (إمتدح و أثني للذي مدحه النبي الأكرم و سلمه كل المهام و الأعمال و من هو الذي له شأنا عظيما و جليل القدر غير أسد الله الغالب حيدر الكرار ) و هذا الشاعر له سجل كبير و مشرف و مضيء في محبة أهل بيت النبوة و عبر عن إستحسانه و يمدح أدم الشعراء أستاذ سمرقند و يقول (من الجميل أن تعتز مدينة مرو بشخصية فذة و عظيمة مثل كسايي و العالم بأجمعه يفتخر بأستاذ سمرقند) و هذا دليل أخر و بديهي على محبة كسايي مروزي لأهل البيت الكرام.»
كذلك أشار عضو لجنة جمعية مدينة طهران على أهمية حفظ مكانة الشاعر رودكي قائلا: «على أن أذكر نقطة هامة حول شخصية رودكي حيث كان من الموالين و المحبين لأهل البيت و حتى بعد أن فقد بصره لم يتوانى على ترك مسيرته و ثوابته رغم معارضة المناهضين له و نحن نحتفظ له بمكانة خاصة في مدينة طهران و حتى إننا قمنا بتسجيل مؤسسة تحمل إسم رودكي في مجلس الشورى (البرلمان) و نخطط لبسط و توسيع و تثبيت ركائز أساسية لإسم الشاعر رودكي و نستقطب الجهود لتسمية مكان مهم بإسم كسايي مروزي في مدينة مشهد المقدسة.
لقد ذكرت ذات مرة في جمع من الناس هناك شارع فرعي يحمل إسم كسايي مروزي في مشهد و لكن هذا الشاعر يستحق اكثر من ذلك و له حق كبير على أعناق الإيرانيين و نحن ندين له بالكثير بسبب مكانة شعره الرفيع و الراقي من جهة و بسبب محبته الوفيرة لأهل البيت من جهة أخرى خاصة في تقديم التعزية لسيد الشهداء(علیهالسلام) أكثر من الرائع.
لم نلاحظ أو نشاهد مثل هذه الحالة في الشعر الفارسي من قبل و من اللازم و الضروري أن نهييء الإجراءات اللازمة لتكريم هذا الشاعر و تسمية مكان يليق بمكانته و منزلته في مدينة مشهد المقدسة.»
المحاولات لرفع مستوى الفن الإيراني – الإسلامي
إسترسل السيد مسجد جامعي بهذا الشأن قائلا: «أنني أستبشر خيرا لهذه المحاولات و الجهود البناءة و أتنمى أن نجتمع كل عام في ليلة مباركة كهذه بالفنانين الأجانب و المحليين و إستطرد قائلا : بهذا الأسلوب و التداوم و الإستمرارية لهذا العمل الجاد فنحن نساعد و نساهم في رفع شأن الفن الإيراني و الإسلامي بمجال مهم مثل كتابة الخط و نساعد بدورنا على إعتلاء إسم سيدة العالمين و بهذا يصيبنا الحظ الوافر و البركات السماوية.»
و أشار السيد مسجد جامعي بأن حجة الإسلام والمسلمين صدوقي رئيس مجلس الإدارة في مركز صدوقي الثقافي أبدى إستعداده لإقامة مهرجان مشابه في مدينة يزد و أضاف ستكون بعون الله مهرجانات أخرى تحمل إسم الصديقة الطاهرة(علیهاالسلام) و هذه بشرى سعيدة بأن الفطرة الطاهرة للمجتمع مازالت نظيفة و ترغب للعظماء و كبار الدين و مراسم كهذه تعتبر أرضية خصبة و مناسبة لتطوير و توسيع هذه الرغبة.